لجدي أكتب !!

لجدّي أكتب

هنا ، مساحتي الخاصة لطرح أفكاري العامّة ، وهنا أيضاً متسعٌ لأن يشاركني الجميع فيها ، سواء كان متفقاً معي أو مخالفاً لي ، ولكني اليوم لن أطرح فكرةً ، فقد جئت محمّلة بمشاعر فيّاضة عجزتُ عن كتمها ، فراحت تبوح عن نفسها بنفسها ، متخطيةً جميع الحدود الفاصلة بين العمومية و الخصوصية في المقالات الصحفية ، لجدّي سأكتب هذه المرّة تجاوزاً لعالم الأفكار ونزولاً لعذب المشاعر!
جدّي العزيز , لك سأكتب ، و سأكتب فقط ما يطاوعني بناني على كتابته ، لذلك قد تضيع بعض الحروف في زحمة إحساسي ، أعتذر منك ابتداءً فما كل المشاعر تُصاغ ، ولا كل الأحاسيس تًحكى. وأعتذر منك ثانيةً لتبعثر عباراتي وعدم اتساقها ، فما كان الشعر يوماً مسعفاً لي و لأحاسيسي ،وكأني بقول الدكتور يوسف القرضاوي:
ماحيلتي والشعر فيض خواطر ,, مادمت أبغيه ولا يبغيني.
صحيحٌ أنني لن أكتب لك شعراً ، لكني سأكتب مشاعراً ، وحسبي بمشاعري عوناً ومغيثاً في مثل هذه اللحظات ، وعن أي مشاعر سأتحدث؟ عن مشاعري لحظة غيابك أم لحظة عودتك لنا ؟! فكلاهما شلال متدفق يصبّ في سويداء القلب صباً ! أ أكتب عنك لا عن مشاعري ؟ ما أظنّ ذلك إلا أصعب وأعسر عليّ ، أعاود الكرّة و أساءل نفسي حتى يملّني السؤال ، وأرجع إلى حيث بدأت سأكتب لك ، أتصوّر أن هكذا أيسر أو على الأقل أيسر العسرين .
إليك يا جدي أقول ، سافرت عنّا بعيداً لفترة طويلة لم نعتد عليها من ذي قبل ، وكم كان عسيراُ علينا تحمّل بعدك عنا طوال تلك الفترة التي تقارب العام ، أعلم أنها في حساب البعض قد تكون مدة وجيزة ، لكنّ حساب الأحبة مختلف ، مختلف تماماً عن كل المقاييس الأخرى ، لا سيما إذا ما كان الغائب ( والداً عطوفاً ) و (جداً حنوناً ) ، و إذا ماكان الغياب لدواعي العلاج ، فذاك أصعب و أشدّ، ولولا إيماننا برحمة ربنا بعباده و حكمته البالغة لكان الحال غير الحال ، سبحانه جلّت قدرته ، نحمده ونشكره أن منّ عليك بالشفاء و أعادك إلينا سالماً ، أعادك إلى أسرتك البهيجة لتنثر لهم أكاليل الحب و الفرح ، وترسم بابتسامتك الصادقة ابتسامات من حولك . أنت يا جدّي ( عزوتنا ) و (سندنا) ، أنت من أجد فيك ملامح قوّتي إذا شعرتُ بالضعف ، فيك ألمح أمارات الحكمة والوقار حين أرى (شيباتك) المتناثرة في سواد شعرك ! و لحديثك يا جدّي عبق الماضي و في صوتك حنين له ، أتراني سأوفيك حقك لو أسهبت و أطنبت ؟! وهل سيجدي الكلام حين تنطق لغة المشاعر؟
جدّي العزيز ، قبلة على رأسك الشامخ تكفيني عن عبارات العالم أجمع ، وابتسامة فرح تبعثها إليّ كفيلة بأن تضيء ليالي عمري كلّها ، و قبلة أخرى على رأس جدّتي الغالية نبع الوفاء و أصل الطيب .. لكما كل حبّي و إليكما خالص احترامي.

قطرة شعور منسكبة :
عدتَ يا بابا أحمد ، و عودك أحمد.
ابنتكم , وفاء

مشكووووره الله يعطيج العافيه والله يخليهم لنا ان شاء الله

مشكوورة على الموضوع تقبلي مروري بانتظار جديدك
الموضووووع واااااااااااايد حلووو